النص الجديد... بين عصرين

انطلقت مجلة “النص الجديد” في المملكة العربية السعودية بإصدارها الأول في عام ١٩٩٣، بمبادرة ومشاركة عدد من الأدباء والمثقفين السعوديين، يتوزعون بين شعراء وكتّاب قصة ونقّاد، واستمرت في الصدور على مدى عشر سنوات، بأعداد شبه سنويّة، قبل أن تتوقف بعد إصدار عددها المزدوج التاسع والعاشر في عام 2000.

مثّلتْ “النص الجديد” وقتذاك صوت الحداثة بميلها لكل ما هو جديد، وقد خاض مؤسّسوها والقائمون عليها في تلك الفترة رهانًا صعبًا في أن تَسد فراغا كبيرا بمشروع ثقافي جاد ومستمر.

نُشرت المجلة في سابق عهدها من قبل دار الخشرمي للنشر والتوزيع، وتولت إصدارها كوكبة من الشعراء والأدباء والنقاد والكتاب بمختلف المجالات، ممن آمن بفكرة إنشائها وأهداف تأسيسها، وكانت المجلة تعتمد في تحريرها وإخراجها وكذلك في طباعتها وتوزيعها على جهودهم الفردية.

تميّزت المجلة بكونها مظلة أدبية وثقافية واسعة تعبر عن كتاب الحداثة في المملكة، كما حرصت – طوال عقد من الزمن – على أن تكون منبراً تعددياً داخل إطار الحداثة، مؤمنةً بحق الاختلاف ومبدأ الحوار.

هدفت المجلة في أوائل التسعينيّات إلى استقطاب الأقلام الجديدة في ظل تراجع الكثير من الملاحق الثقافية، حيث لم يكن الأدباء الشباب يجدون لهم منبراً محلياً لنشر كتاباتهم الإبداعية والنقدية.

والآن، بعد ٢٣ عاما من التوقف، تعود “النص الجديد” إلى الساحة الثقافية تكريمًا لمؤسّسيها الأوائل، وفي مقدمتهم الشاعر الراحل علي الدميني، وناشرها الأستاذ عبدالله الخشرمي، واستمرارًا في مواكبة التطورات الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية، وبامتدادٍ لا يمكن تجاهله لصورتها الأولى.. امتداداً لرواد المرحلة بأقلامٍ شابّة، ومساحة لاحتضان الفنون في مجالاتها المتعددة.