ماجد الثبيتي

لو أمكن للمرء أن يسرق الوقت من الآخرين. أريد أن أسرق الوقت من سلحفاة مُعمرة. لن أسرقه كاملاً، بل جزءاً كبيراً منه. سوف أَبْقِي لها أياماً محددة، مثلاً يوم ولادتها، ذلك من حقها ولن أجعلها تفقده، والأيام السعيدة سوف أتركها لها. أول يوم تمشي فيه بسرعة حسب اعتقادها. وأول يوم تاهت فيه ولكنها عادت. ومجموعة متفرقة من الأيام التي تعاركت فيها بشراسة مع أخوتها السلاحف، أو مع كائنات أقل منها شأناً، وربحت، لن أخذ منها تلك الانتصارات.

سوف أسرق من حياتها الطويلة جداً الأيام غير المؤثرة، وتحديداً البطيئة. الأيام التي قطعت فيها المسافة بين نقطتين في مكان محدد، دون جدوى. الأيام التي بذلت فيها مجهوداً صغيرا من الحركة والتفكير والاهتمام، وقدراً هائلاً من الصبر. الأيام التي خسرت فيها ساعات طويلة من اللاشيء، أنا من سوف يصلحها لتبدو أياماً جيدة. الأيام التي استدارت فيها للعودة إلى الوراء أريدها. كذلك الأيام التي استغرقتها في تخيل الجبال والمحيطات والغابات وتجهل كيفية الوصول لها. وسأبقي لها الأيام المُقمرة التي لم تتمكن فيها من مشاهدة السبب أعلى درعها الذي تحمله.. واليوم الذي تنتظره طويلاً، لن أتمكن من أخذه؛ يوم موتها الذي انتظرته مائتا سنة وهي وحيدة.

اترك تعليقاً