شعر / عبدالوهاب أبو زيد

موتى يُعِدّون القبورَ لنا موائدَ

يترعون لنا الكؤوسَ لكي ننادمهم على بابِ القيامةِ

يكتبون لنا رسائلَ من حنينٍ ساخنٍ كالجمرِ

ينهمرون أحيانًا على صحرائنا مطرًا يبللنا ويبلونا 

وأحيانًا يهيلون الترابَ على الترابِ

ويوقظون الريحَ كي تدنو بأجنحةِ الغبارِ

ويكتبون على الموائدِ والمقاعدِ والأسرّةِ ما تيسّرَ 

من هواجسهم بأطرافِ النهارِ وفي سكونِ الليلِ

حين النومُ يهجعُ كالحمائمِ في العيونْ

لنكون أقربَ ما نكونْ

منهم، كأن الموتَ ليس سوى سقوطك غافلاً في النومِ/

موتى يقنعون من البيوتْ

بغرفةٍ أبديةِ الأرجاءِ

خاليةٍ من الأصداءِ ما برحوا بها يتساءلونْ

في حيرةٍ لا تنتهي أبدًا،

“متى حقًّا نموتْ؟”

تعليق واحد

  1. أشعر أني أعرف عبد الوهاب من زمن بعيد، كأنه من طبقتنا نحن الذين لا نفك حرف الشعر الذي يكتبه الناس هذه الأيام

اترك تعليقاً